حادثة اقتحام الحرم المكي
20 November 2019
تُظهر اللقطات جانباً من المواجهات التي اندلعت عقب اقتحام الحرم، وخروجه عن سيطرة السلطات مدة أسبوعين.
كان اقتحام الحرم بمثابة حدث صاعق لسلطات المملكة التي لم يسبق أن تعرضت لهجوم كهذا، خصوصاً أنه في الحرم المكي، وجهة المسلمين الأولى في العالم.
فجر 20 نوفمبر/تشرين الثاني 1979، دخل منفذو الاقتحام وعددهم قرابة 200 الحرم، وكان معهم نعوش زعموا أنها لموتى يريدون أن تُصلى عليهم الجنازة.
تزعم مجموعة المقتحمين رجلاً يدعى جهيمات العتيبي، وسميت حادثة اقتحام الحرم باسمه «حادثة جهيمان»، وفور انتهاء الصلاة فتح المقتحمون النعوش التي كانت مليئة بالأسلحة والذخيرة وبدأوا بتوزيعها على المقاتلين معهم.
في مشهد صادم، بدأ المسلحون يطلقون النار في الهواء، مما تسبب في حالة من الذعر بين المصلين والمعتمرين، وفي ذات الوقت حيّد المقتحمون حراس الحرم الذين لم يكن بأيديهم سوى العصي.
كان جهيمان مدفوعاً في اقتحامه للحرم بفكرة ظهور «المهدي المُنتظر»، واعتبر الحديث الذي يقول: «يبعث الله على رأس كل مئة عام من يجدد لأمتي دينها»، أنه يخاطبه هو وجماعته بالذات.
كانت السعودية متحيرة في البداية من استخدام السلاح داخل الحرم، حيث يُحرم القتال فيه، لكن الملك السعودي آنذاك خالد بن عبدالعزيز، تمكن من استصدار فتوى من العلماء السعوديين أباحت له استخدام القوة لطرد "الإرهابيين".
كانت المحاولة الأولى لطرد المسلحين مليئة بالدماء، إذ كان جهيمان والقناصة المتواجدون معه متحصنين في منارات الحرم، واضطرت السعودية حينها لاستخدام قوة أكبر، فلجأت إلى المدرعات التي اقتحمت أبواب الحرم المكي، ومشطت المنارات بعدما قصفت الفناء الداخلي للمسجد.
وجد جهيمان نفسه ومجموعته محاصرين فقد لجأوا إلى قبو المسجد الحرام، واستعانت السعودية فيما بعد بخبراء من وحدات مكافحة الإرهاب في فرنسا، ووصلوا المملكة على متن طائرة صغيرة وبحوزتهم كميات كبيرة من الغاز وأقنعة واقية منها، بالإضافة إلى سترات واقية من الرصاص.
درب الخبراء الفرنسيون القوات السعودية على تكتيك استعمال الغاز والوقاية منه في إحدى الثكنات القريبة من منطقة الطائف، ونجحت خطة القوات الفرنسية في النهاية، وتم اقتحام القبو وأسر ما تبقى من مجموعة جهيمان.
حُكم في النهاية على جهيمان بالإعدام، حيث نُفذ في 9 يناير/كانون الثاني 1980 حكم الإعدام حداً بالسيف فيمن تمت إدانتهم في واقعة اقتحام الحرم